أفادت مصادر مطلعة لصحيفة "الشرق الأوسط" بأن لجنة الحكام التابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم تعتزم اتخاذ قرار بإيقاف طاقم التحكيم الذي أدار المباراة المثيرة بين السد القطري والهلال السعودي يوم الثلاثاء الماضي، ضمن الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا. ويأتي هذا القرار إثر الأخطاء التحكيمية التي ارتكبها الحكم الكوري الجنوبي كيم يونغ هيوك وطاقم تقنية الفيديو المساعد (VAR)، حيث تجاهلوا احتساب ركلات جزاء واضحة كانت قد تمنح الهلال فرصة الفوز بالمباراة التي انتهت بالتعادل 1-1.
لجنة الحكام تواجه ضغوطاً
بحسب ما ذكرته المصادر، فإن لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي ليست راضية عن أداء الطاقم التحكيمي، ومن المتوقع أن يُعقد اجتماع قريب معهم لتقييم أدائهم. وتشير التوقعات إلى أنهم لن يتم تكليفهم بإدارة مباريات الجولة السادسة من البطولة، في خطوة تهدف إلى تصحيح المسار التحكيمي وضمان نزاهة المباريات المقبلة.
وفي بيان رسمي أصدره الاتحاد الآسيوي يوم الأربعاء، أكد أنه بصدد إجراء مراجعة شاملة لأداء الحكام وتقنية الفيديو في مباريات مرحلة المجموعات الغربية لدوري أبطال آسيا. وتضمن البيان إشارة إلى مباراة السد والهلال، التي أقيمت على استاد جاسم بن حمد في الدوحة.
الاعتراف بالأخطاء
هذا البيان يُعد اعترافاً نادراً من الاتحاد الآسيوي بوجود أخطاء تحكيمية مؤثرة. وشهدت المباراة انتقادات حادة للحكم كيم يونغ هيوك، حيث وصفه محللون رياضيون بأنه تعمد عدم احتساب ركلات جزاء لصالح الهلال. وأوضح ياسر القحطاني، محلل قناة "بي إن سبورتس"، أن القرارات التحكيمية كانت مثيرة للجدل بشكل كبير.
غضب جماهيري وإداري
جاء بيان الاتحاد الآسيوي بعد موجة غضب شديدة من إدارة نادي الهلال وجماهيره، الذين انتقدوا الأداء التحكيمي وطريقة استخدام تقنية الفيديو. وكان الهدف من البيان تهدئة الأوضاع وامتصاص الضغوط التي استمرت يومين متتاليين.
جدل تحكيمي يطغى على المباراة
شهدت المباراة بين الهلال والسد أحداثاً جدلية، حيث اعترض مشجعو الهلال وإدارته على عدم احتساب ثلاث ركلات جزاء واضحة لفريقهم. وأعرب البرتغالي خورخي خيسوس، مدرب الهلال، عن استيائه من التحكيم في المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء، قائلاً: "هناك تفاصيل لم يتمكن الحكم من إدارتها بالشكل المناسب". وأضاف أن الأداء الفني للاعبين كان مميزاً، لكن الحكم لم يكن على مستوى المباراة، مما أثر على النتيجة النهائية.
قضايا فنية وإدارية
من جانبه، كشف خيسوس عن السبب وراء استبعاد اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش من التشكيلة الأساسية، موضحاً أن الفحوصات الطبية أظهرت وجود مشكلة عضلية جعلته غير جاهز لخوض المباراة كاملة، ما اضطره للدفع به في الشوط الثاني. كما أشار إلى التحديات التي تواجه الهلال في ظل غياب لاعبين مؤثرين مثل مالكوم ونيفيز ونيمار، مؤكداً أهمية التعامل بحكمة مع ضغط المباريات المحلية والدولية لتحقيق الأهداف المنشودة.
الوضع في المجموعة
بالتعادل، رفع الهلال رصيده إلى 13 نقطة في المركز الثاني ضمن مجموعته الغربية، بفارق نقطتين عن الأهلي السعودي المتصدر، ما ضمن له التأهل إلى دور الـ16. أما السد، فقد ارتفع رصيده إلى 9 نقاط ليحافظ على آماله في المنافسة. ومن المقرر أن تبدأ مباريات دور الـ16 في مارس 2025، بينما ستُقام الأدوار النهائية بنظام التجمع في السعودية خلال شهري أبريل ومايو من العام ذاته.
المستقبل التحكيمي
مع استمرار الجدل حول أداء الحكام وتقنية الفيديو، يبقى السؤال: هل ستتمكن لجنة الحكام الآسيوية من استعادة الثقة في نزاهة المباريات؟ القرار القادم بشأن الطاقم التحكيمي لمباراة السد والهلال سيكون اختباراً حقيقياً لقدرة الاتحاد على التعامل مع مثل هذه الأزمات.